صحيفة عربية تنقل بعض تفاصيل اليوم الثالث من مفاوضات سويسرا اليمنية
19 ديسمبر، 2015
1٬178 12 دقائق
يمنات – صنعاء
قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إن التطورات العسكرية الكبيرة ألقت بثقلها على أجواء المفاوضات في يومها الثالث من المفاوضات اليمنية في بلدة ماغلينغن السويسرية، والتي كادت تُنعى بسبب انتهاكات قوات التحالف السعودي لإعلان وقف إطلاق النار.
و أشارت إلى أنه في اليوم الثالث من المفاوضات، تضاءل الرهان على «جنيف 2» إلى أدنى الدرجات، حيث إنه أصبح واضحاً أن لا نية للرياض بوقف الحرب حالياً، وأن الوفد الموالي لها بات عاجزا عن الحسم في أي من المسائل التفاوضية.
و أوضحت: فيما يزداد الميدان اشتعالاً في استغلال للهدنة وفي محاولة لتكرار سيناريو عدن في يوليو/تموز الماضي، حين سيطرة قوات «التحالف» على محافظات جنوبية خلال وقف إطلاق النار، يرتفع الاقتناع بأن كل الآمال التي عقدت في الايام الاخيرة تلاشت بسرعة، رغم بقاء إمكانية التوصل في سويسرا إلى تفاهمات معينة.
و لفتت إلى أنه بعد لقاء المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ بوفد أنصار الله والمؤتمر، قبل ظهر أمس عوضاً عن حضور الجلسة العامة، استأنف الوفد المشاركة في جلسات التفاوض بعد ظهر أمس.
و تابعت: أعلن رئيس وفد «أنصار الله» في المحادثات، محمد عبد السلام، الاستمرار في جلسات التشاور، وذلك بعد تقديم الوفد للأمم المتحدة ورقة احتجاج بسبب الخروقات التي تحولت إلى الهجوم العسكري.
و أشارت إلى أن اجتماعات مكثفة مع المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ تناولت مطلب «أنصار الله» و«المؤتمر» وقف الحرب وليس ترحيل الأمر، سجل عبد السلام اعتراض وفد صنعاء على بيان الامم المتحدة الخاص بالجانب الانساني، والذي تضمن بند إيصال قوافل المساعدات الانسانية إلى تعز، مؤكداً أن وفد صنعاء لم يقاطع أي جلسة لكنه استعاض عن ذلك بتقديم ورقة تتحدث عن الخروقات التي جرت في مناطق كثيرة.
و كان البيان الصادر عن ولد الشيخ أول من أمس، قد جاء مخالفاً لما تم التوافق عليه بشأن فك شامل للحصار وإيصال المساعدات الانسانية إلى كل المناطق المتضررة.
و أشار عبد السلام إلى أن تلك الخروقات تراوحت بين القصف الجوي والانتشار العسكري والتمدد في الجوف ومأرب. وقال عبد السلام من جهة أخرى «لا يوجد لدينا مشكلة في استمرار الحرب، فنحن سندافع عن أنفسنا بكل كرامة»، مجدداً تأكيد «أنصار الله» على أنه في حال فشل المفاوضات فالحسم سيعود إلى الميدان، مشدداً على أن وفده سيتابع الجلسات بهدف تثبيت وقف إطلاق النار الذي لم تستطع الأمم المتحدة تقديم رؤية واضحة بشأنه.
و نوهت إلى أن ممّا سجل وفد صنعاء اعتراضات عليه أيضاً، بحسب مصادر مطلعة على مجريات الجلسات، هو خرق الصمت الاعلامي من قبل وفد الرياض من خلال إدلاء أحد أعضائه بتصريحات صحافية إلى إحدى القنوات، ثم تسريبه معلومات غير صحيحة عن مقاطعة وفد صنعاء الجلسات فيما الحقيقة أن الوفد كان مجتمعاً مع ولد الشيخ بناءً على دعوة منه.
و نقلت الصحيفة، عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة على مجريات المفاوضات” بأن وفد حكومة هادي الموالي لـ”الرياض” وممثلهم العسكري كشفوا خلال مفاوضاتهم أمس عجزهم عن إيقاف العدوان.
و كشفت إن بعضهم قالوا إنهم غير قادرين على فعل شيء، وإنه ليس لهم أي صلاحية في إيقاف الطيران أو الحرب، لكونهم «ليسوا أصحاب قرار ولا مخولين بإجراء أي اتفاق من هذا النوع من شأنه أن يتحقق في الواقع».
و بحسب الصحيفة، يحاول ولد الشيخ حالياً أن يتواصل مع السعودية والأميركيين للحصول على تقدم بهذا الخصوص.
و نقلت الصحيفة، عن مصادرها، أن الوفد الممثل لطرف الرياض برئاسة عبد الملك المخلافي أبدى عجزاً عن بتّ القضايا الكبرى، «وكل ما هم مخولين بالتفاوض فيه هو الإفراج عن محمود الصبيحي وناصر هادي وفيصل رجب ومحمد قحطان وعبد الرزاق الأشول»، وبأنهم عبّروا عن عدم امتلاكهم أي صلاحية للتشاور أو التفاوض حول قضايا مهمة، مثل وقف إطلاق النار ورفع الحصار أو البحث في إمكانية إطلاق متبادل لجميع المعتقلين من الطرفين.
و بحسب مصادر الصحيفة، يتحاشى وفد حكومة هادي خلال الجلسات الحديث عن قضيتين أساسيتين: وحدة اليمن، وملف «القاعدة» و«داعش» ضمن بند مكافحة الارهاب في البلاد.
و أشارت إلى أن الوفد تأطير الجانب الانساني بمحددات مناطقية، لا سيما حين ركز على «حصار تعز».
و لفتت إلى أن وفد صنعاء طرح الافراج عن 70% من معتقلي الطرفين كخطوة لبناء الثقة، و هو ما رفض من الوفد الأخر وأصرّ فقط على أسماء المعتقلين الخمسة.
و قالت إن مراقبين محليين وأجانب عزوا هذه المواقف المتذبذبة والضعيفة إلى كون قرار الحرب والحصار هو قرار سياسي عسكري سعودي بحت، وأن الوفد لم يأت للتفاوض من موقع المسؤول القادر وصاحب القرار، بل جاء لتنفيذ مهمة معينة أوكلت إليهم من قبل «التحالف»، ويبدو أنها تنحصر في قضية إطلاق المعتقلين الخمسة، إضافةً إلى عرقلة أي توجه من الأمم المتحدة لوقف العدوان ورفع الحصار.