إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

محلل عسكري بريطاني: السعودية تقتل اليمنيين بسلاح بريطاني وحروبها في اليمن ستخلق مستنقعا للارهاب

يمنات – صنعاء

نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تحليلاً للقائد السابق للقوات البريطانية في العراق، اللواء تيم كروس، تحدث فيه عن الدور الذي تلعبه حليفة بريطانيا “المفضلة” السعودية في اليمن.

و حذؤ كروس من أن السعوديين يخلقون أوضاعاً تتيح لداعش الازدهار في اليمن.

و قال اللواء تيم كروس: حليفتنا السعودية تستخدم أسلحة بريطانية، بشكل يتناقض مع الدور الذي رسمته المملكة المتحدة لنفسها. و في مرحلة ما نحتاج إلى معالجة ذلك.

و أشار إلى أن هناك خطرا حقيقيا من أن الاضطرابات في أنحاء الشرق الأوسط تولد تهديداً وجودياً للغرب، ولكل من يريد العيش بسلام حول العالم.

و اعتبر اللواء كروس، أن الأعمال الإرهابية مستوحاة من أيديولوجية الكراهية التي احتضنتها الفوضى في العراق وسوريا واليمن. لافتا إلى أن الغرب لا يتجه لإصلاح الشرق الأوسط.

و حسب وكالة “خبر” اليمنية، التي نشرت ترجمة لما ورد في التحليل، قال كروس: ليكن هناك قليل من الواقعية، “فنحن الغرب لن نصلح اضطرابات الشرق الأوسط. في عام 2003 رأيت بنفسي الضرر، مع إهمال متعمد تقريباً في أي تخطيط جدي لمرحلة ما بعد غزو العراق. الحلول لمشاكل المنطقة يجب أن تأتي في المقام الأول من القوى الإقليمية ذاتها على وجه الخصوص”.

و حث كروس، السعودية وإيران على استبدال ما وصفها بحروب الوكالة، بعملية دبلوماسية في اليمن، مؤكداً أن على الغرب المساعدة في ذلك لتجنب الأسوأ القادم.

و أكد، أن حرب السعودية ستجعل من اليمن مستنقعاً للإرهاب، إضافة إلى الأعداد المتزايدة من القتلى المدنيين، مشيراً أن أعداد القتلى في اليمن لم يتم تغطيتها على نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربية.

و حذر من ان داعش والقاعدة يستغلان الفوضى هناك لتعزيز وجودهما، تماماً كما فعلوا في سوريا والعراق، وهذه العواقب ستكون ـ حتماً ـ مدمرة.

و أشار كروس إلى أن على بريطانيا أن تدعم سراً وعلانية تحويل المسار السعودي من استراتيجية عسكرية خالصة لم تثمر حتى الآن، باتجاه حل دبلوماسي وسياسي واسع يستند إلى وقف لإطلاق النار.

و أضاف: بريطانيا هي أكبر مزود للسعودية بالسلاح، وسمحت منذ مارس الماضي بـ37 ترخيصاً لإرسال أسلحة إلى المملكة.

و قال: منذ بدء القصف على اليمن في شهر مارس من هذا العام، قتل أكثر من 5700 شخص، بينهم نساء وأطفال، وقد تسببت الغارات الجوية السعودية في ثلثي الإصابات، والغالبية العظمى من القتلى والجرحى هم من المدنيين.

وأضاف: هناك دليلاً واضحاً على أن جميع الأطراف فشلت في التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وحذرت الأمم المتحدة من أن جميع الأطراف قد ارتكبت انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب، وتم تدمير البنية التحتية المدنية من قبل قوات التحالف، بما في ذلك، مؤخراً، مستشفى أطباء بلا حدود في صعدة. كما تدهور الوضع الإنساني، أيضاً، بشكل مذهل: اليمن بعد خمسة أشهر من الصراع يشبه سوريا بعد 5 سنوات، وجزء كبير من البلاد على حافة المجاعة. 85٪ من سكان اليمن البالغ عددهم 24.4مليون هم في حاجة إلى مساعدات إنسانية.

و لفت اللواء تيم كروس أن المملكة المتحدة بالطبع لها الحق في بيع أسلحة للسعودية عندما تكون متمشياً مع الأطر القانونية الدولية والمحلية. لكن هناك خطر واضح من أن الحكومة متواطئة في الهجمات العشوائية في المناطق المدنية – انتهاكات للقانون الدولي والمملكة المتحدة.

و أوضح: حليفتنا السعودية تستخدم أسلحة بريطانية بشكل يتناقض مع الدور الذي رسمته المملكة المتحدة لنفسها، حتى أن كبار الشخصيات في الحكومة أنفسهم يعترفون سراً بهذا التناقض.

و يختم كروس مقاله التحليلي بالإشارة إلى حديث داخل الحكومة البريطانية حول دور المملكة المتحدة في قتل المدنيين باليمن بسبب الأسلحة التي تصدرها إلى السعودية، وهو حديث آخذ بالتزايد مع ارتفاع أعداد الضحايا اليمنيين وقصف الطيران السعودي للأماكن المأهولة بالسكان وتدمير البنية التحتية بشكل مذهل.

زر الذهاب إلى الأعلى